الملخص
الجوسسة فی زمن السلم قدیمة قدم البشریة, اما الجوسسة الالکترونیة فإنها تماماً مثل نظیرتها التقلیدیة, تنطوی على عملیات اقتحام غیر مصرح بها, ویتم استغلال على سبیل المثال نقاط الضعف الامنیة لکی تتجاوز الخوادم المشفرة والوصول الى البیانات التابعة للدول والشرکات والسفارات والوکالات الحکومیة وحتى الافراد, واحد الاختلافات الرئیسیة عن الجوسسة التقلیدیة هی الاستقلالیة الجغرافیة والمادیة العالیة التی تتمتع بها الجوسسة الالکترونیة, ذلک یعنی انه فی حالة الجوسسة على بیانات وکالة تابعة لدولة اخرى ؛ لیس هناک حاجة الى وجود شخص مادی او جهاز فی الحالة المستهدفة, ویستخدم بدلاً من ذلک الاوامر الصادرة من ای مکان وبالتالی یمکن ارتکاب اعمال الجوسسة الالکترونیة بغض النظر عن حدود الدولة .کما ان ظهور الجوسسة الالکترونیة قد غیرت الصورة وتحولت الى الجوسسة بدوافع اقتصادیة باعتبارها ذات صلة بالأمن القومی, واثبت الواقع الحالی الذی تعیشه الدول ان المعلومات فی بعض الأوقات یکون لها قدراً من السریة المطلوبة, والذی یترتب على تداولها أو سرقتها أو العبث بها أو انتقالها وانتشارها نوع من المخاطر, وتتفاوت اهمیة تلک المعلومات کونها لیست کلها على نفس الدرجة من الاهمیة, لان البعض منها اذا انتقلت للغیر ینتج عنها اضراراً شدیدة, ولا یتصور هذا الفرض الاخیر الا اذا کانت المعلومة تشکل خطراً على الأمن القومی للدولة, وان العملیات الالکترونیة التی تخترق شبکات وانظمة الحواسیب المدعومة بالبنیة التحتیة الالکترونیة الموجودة داخل اراضی دولة اخرى تؤدی الى انتهاک قاعدة السیادة الاقلیمیة, کما انها تعد خرقاً لمبدأ عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول, بغض النظر عما اذا کانت تلک البنیة التحتیة الالکترونیة یتم تشغیلها من قبل اجهزة الدولة او الجهات الفاعلة الخاصة, وبالتالی فإن حکم السیادة الاقلیمیة یوفر مصدراً مهماً وقویاً للحمایة القانونیة ضد الجوسسة الالکترونیة .
الكلمات الرئيسة